محافظ جديد في بغداد: تصحیح مسار أم تصفية حسابات؟

بغداد _ الرصافي نيوز

في خطوة مفاجئة، أقدم مجلس محافظة بغداد اليوم الخميس على إقالة المحافظ عبد المطلب العلوي، وتعيين حيدر موحان بدلاً منه. هذا القرار، الذي جاء بسرعة لافتة، لا يمثل مجرد تغيير إداري، ربما هو حلقة جديدة في مسلسل الصراعات السياسية العميقة التي تعصف بالمجلس، وتُعيد للأذهان سيناريوهات التلاعب بالخيوط الخفية التي تزامن طرحها في قضية إقالة رئيس المجلس السابق، عمار القيسي.

والسؤال الذي يتجدد طرحه هل القضية تصفية حسابات أم تصحيح مسار؟ حيث جاءت إقالة العلوي، بمثابة صدمة للكثيرين، خاصة وأن نفس القوى السياسية التي كانت السبب في بقائه في منصبه لفترة، هي ذاتها التي قررت إزاحته اليوم.

تُظهر هذه التحركات للمتابع أن التغييرات في مناصب المسؤولين الكبار لا تعتمد بالضرورة على الأداء أو الكفاءة، بل على تحالفات سياسية متغيرة ومصالح معينة تُصاغ خلف الكواليس.

هذه الإقالة تُعيد للأذهان وبقوة الجدل الذي أحاط بإقالة رئيس مجلس محافظة بغداد السابق، عمار القيسي.
لعل ما نراه اليوم هو تكرار للعبة الكراسي المتحركة، ولكن بأدوات ولاعبين مختلفين قليلاً. فذات القوى التي كانت تتحكم في مصير منصب رئيس المجلس، تبدو اليوم وكأنها تُحرك خيوط منصب المحافظ.

تبدو إنها دائرة مفرغة من التوافقات والاصطفافات المتقلبة التي تُلقي بظلالها على استقرار العمل الإداري والخدمي في العاصمة.

يبقى المواطن البغدادي هو المتضرر الأكبر من هذه الصراعات المستمرة. ففي الوقت الذي تحتاج فيه العاصمة إلى استقرار إداري لتجاوز تحدياتها الخدمية المزمنة من بنى تحتية متهالكة ومشاريع متوقفة، يجد سكانها أنفسهم أمام مشهد سياسي مُلتبس، حيث تُقدم المصالح الحزبية والتحالفات المتغيرة على حساب استقرار مؤسسات الدولة وتقديم الخدمات.

هل سيتمكن المحافظ الجديد، حيدر موحان، من كسر هذه الدائرة والعمل بعيداً عن ضغوط هذه الاتفاقات السياسية؟ أم أن مسلسل إقالات الكبار سيستمر في العاصمة، ليُبقي بغداد رهينة لمبارزة سياسية لا تنتهي؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى