صائدو شياطين الكيبوب” يقودون المشهد.. هل بدأت نهاية الهيمنة الأمريكية في الترفيه؟

تقارير _ الرصافي نيوز

تشهد منصة نتفليكس حاليًا نجاحًا غير مسبوق في قطاع الرسوم المتحركة العائلية، مع الفيلم الكوري “KPop Demon Hunters” (صائدو شياطين الكيبوب)، الذي تمكن من تصدّر قائمة الأفلام العالمية للمنصة وتحقيق أرقام قياسية جديدة، مما يطرح تساؤلات جادة حول إمكانية دخول نتفليكس في منافسة مباشرة مع عملاق الرسوم المتحركة “ديزني”.

الفيلم، الذي تدور أحداثه حول فرقة فتيات كورية تمارس الغناء ضمن عالم الكيبوب، وتتصدى في الوقت ذاته لقوى خارقة شريرة، أطلق في منتصف حزيران 2025، ومنذ ذلك الحين وهو يهيمن على المراتب الأولى في تصنيفات المشاهدة العالمية لنتفليكس، حيث حافظ على موقعه ضمن المركزين الأول والثاني طوال خمسة أسابيع متتالية، بما في ذلك أسبوعان تصدّر فيهما الترتيب بشكل كامل.

اللافت في الأداء الجماهيري للفيلم أنه لا يتجه نحو التراجع كما هو معتاد في منحنيات المشاهدات، بل يواصل صعوده. ففي الأسبوع الخامس من عرضه، سجل الفيلم أفضل رقم له على الإطلاق بـ25.8 مليون مشاهدة، وهو إنجاز غير مسبوق لأي فيلم أصلي من إنتاج نتفليكس في هذا التوقيت المتأخر من فترة عرضه. المنصة نفسها أشارت عبر حساباتها الرسمية إلى أن هذا الرقم يمثّل ذروة جديدة في سجل إنتاجاتها السينمائية.

نجاح “صائدو شياطين الكيبوب” لم يتوقف عند حدود المشاهدة، بل امتد أيضًا إلى الساحة الموسيقية العالمية. فقد قفزت إحدى أغاني الفيلم الأصلية، بعنوان “Golden”، إلى المركز الأول في قائمة Billboard Global 200، ما يعكس التفاعل الكبير من قبل الجمهور مع الموسيقى التي قدمها الفيلم، قبل أن تتراجع لاحقًا إلى المرتبة الثانية لتحل محلها أغنية كيبوب أخرى، مما يكرّس هيمنة هذا النمط الموسيقي على الساحة العالمية.

وبحسب بيانات شركة Greenlight Analytics المتخصصة بتحليل سوق الترفيه، فإن هذا الفيلم يتجه ليصبح أضخم إنتاج رسوم متحركة أصلي في تاريخ نتفليكس، متفوقًا على كافة الأعمال السابقة التي أطلقتها المنصة في هذا المجال. ويرى براندون كاتز، مدير قسم الرؤى واستراتيجية المحتوى في الشركة، أن نجاح هذا العمل يجب أن يشجع نتفليكس على الاستمرار في الاستثمار بمجال الرسوم المتحركة العائلية، وخصوصًا تلك التي تستثمر في عناصر الثقافة الكورية (الكيبوب) التي تشهد صعودًا عالميًا سريعًا.

ويضيف كاتز: “ما حققه هذا الفيلم لا يمثل فقط إنجازًا فنيًا أو ترفيهيًا، بل هو مؤشر استراتيجي يمكن أن يعيد رسم ملامح المنافسة في سوق الرسوم المتحركة، الذي لطالما احتكرته ديزني لعقود”.

نجاح “صائدو شياطين الكيبوب” يؤكد مرة أخرى أن المزج بين الثقافة الشعبية العالمية، مثل الكيبوب، وتقديم محتوى عائلي مبتكر، هو وصفة فعّالة للوصول إلى جمهور واسع عابر للغات والحدود. ويبدو أن نتفليكس قد بدأت بالفعل في بناء خط إنتاج جديد يعتمد على هذه الوصفة، التي قد تغير قواعد اللعبة في صناعة الترفيه العائلي عالميًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى