إيران تكشف مصير اليورانيوم المخصب بعد القصف الأميركي: تصريحات عراقجي تثير التساؤلات

متابعات _ الرصافي نيوز

في أعقاب تصعيد عسكري هو الأخطر منذ سنوات بين إيران والاحتلال الصهيوني، اندلعت الحرب في منتصف حزيران 2025 استمرت 12 يومًا، بدأت إثر غارات مفاجئة من الاحتلال الصهيوني استهدفت منشآت عسكرية ونووية إيرانية وردّت إيران ضمن عملية أطلقت عليها طهران اسم “الوعد الصادق 3” بإطلاق صواريخ ومسيّرات تجاه أهداف داخل الاحتلال، ما دفع الولايات المتحدة إلى التدخل عسكريًا لدعم حليفها، عبر شن ضربات جوية مباشرة على منشآت نووية إيرانية رئيسة.

وفي 22 حزيران 2025، أعلنت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، بزعم “منع إيران من امتلاك قدرات نووية عسكرية”، وهو ما خلّف أضرارًا واسعة وأثار تساؤلات دولية حول مصير مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب.

عراقجي: مصير اليورانيوم المخصب ما يزال مجهولاً
في أول تعليق رسمي يكشف جانبًا من تداعيات القصف، أعلن عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، أن مصير أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لا يزال غير محسوم، مؤكدًا أن التقييمات ما زالت جارية، وأن طبيعة الدمار في بعض المواقع تعيق الوصول إلى معلومات دقيقة.

وقال عراقجي لوسائل إعلام غربية:
“إن تقييم الأضرار جراء القصف الأمريكي للمنشآت النووية الإيرانية في حزيران الماضي “لا يزال جاريا”، مبينا أن الوصول إلى بعض المواقع المتضررة “صعب للغاية”، ما يترك مصير أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم في دائرة الغموض.

هل تم نقل المخزون قبل القصف؟
وعن احتمالية نقل المخزونات قبل الضربة، قال عراقچي “أرسلت رسالة إلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، وقلت إننا ربما نتخذ تدابير لحماية المواد، لكن لم أقل إننا نقلناها فعلا”.
ولفت إلى أن اليورانيوم “ربما يكون قد تضرر أو دُمر جزئيا، لكن التقييم النهائي لم يُنجز بعد

واشنطن تحتفل وطهران تتحدى
بينما وصفت واشنطن القصف بأنه “نجاح مذهل”، وأكدت أنه “محا القدرات النووية الإيرانية”، كلام عراقجي يمكن أن يفهم انه رد على هذه المزاعم حيث قال:
“يمكن تدمير المباني والمعدات، لكن المعرفة النووية لا يمكن محوها بالقنابل… نملك العلماء والبنية لإعادة بناء كل ما فُقد”.

الوكالة الدولية تراقب بقلق
أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران كانت قد أبلغتها بنيتها اتخاذ إجراءات احترازية قبل القصف، فيما دعا غروسي إلى السماح فورًا بعودة المفتشين للتحقق من مواقع التخزين ومصير المواد الحساسة.

وذكر في بيان:
“كان لدينا علم بأكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب إلى 60%… ونحتاج إلى ضمانات مستمرة أن هذه المواد لا تزال تحت السيطرة”.

قلق دولي من فقدان السيطرة
تأتي هذه التصريحات في وقت يزداد فيه القلق من فقدان السيطرة على مواد عالية التخصيب يمكن أن تُستخدم في صنع سلاح نووي إذا ما بلغت نسبة التخصيب 90%. وحتى الآن، لا يوجد تأكيد مستقل حول الكميات التي دُمرت أو تم إنقاذها، بينما تلوّح إيران بأنها “تحتفظ بحق الرد” على ما تعتبره “عدواناً أميركياً مباشراً”.

تُبقي هذه التطورات الملف النووي الإيراني مفتوحًا على كافة الاحتمالات، وسط ضغوط دولية لإعادة طهران إلى طاولة التفاوض، وضمان استئناف التفتيش الدولي، في وقت تتحدث فيه طهران عن استمرارها في طريق التخصيب، ولو من تحت الركام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى